فى قمة ال UEFA : إستعادة الكبرياء؟ ام مواصلة السقوط ؟, إثبات الهيمنه ؟ ام انها للكبار فقط ؟

 

ساعات قليله تفصلنا عن القمه المرتقبه و تحديداّ عن جولة الإياب فى الصراع المحتدم بين تشيلسى الإنجليزى و نابولى الإيطالى ، فبهد إنتهاء مبارة الذهاب بتفوق إيطالى واضح 3/1 ، أصبح ليس أمام تشيلسى إلا خيار واحد إذا أراد حفظ ماء الوجه للبطوله الأقوى فى العالم والتى خرج جميع أقطابها من الأدوار الأولى ، ألا وهو الفوز ب 2/0 على أقل تقدير ، و سنستعرض فيما يلى أهم نقاط قوة الفريقين و الأوراق الرابحه لديهما و الخطط المتوقعه لكلا الناديين .

نبدأ اولاّ بصاحب الأرض و الجمهور ، الأسد اللندنى تشيلسى :

يدخل تشيلسى المباره بقياده فنيه خارجيه من ابن النادى روبرتو دى ماتيو و الذى تولى قيادة الفريق بعد إقالة بواس ، و نجح دى ماتيو فى أول إختبارين له و تمكن من الفوز على بيرمينجهام و ستوك سيتى ، ولكن بالتأكيد مبارة نابولى هى شئ اخر تماماّ !!

دى ماتيو يعلم جيداّ انه لا سبيل من اجل الصعود إلا بالفوز 2/0 على اقل تقدير ، ولكن مهلاّ يا دى ماتيو !! لا تتسرع بالهجوم من أجل التسجيل و الصعود ، فأنت تواجه فريق من اقوى الفرق هجومياّ فى اوروبا ، فريق يلدغ كالكوبرا الأفريقيه فى هجماته المرتده القاتله !! فريق يمتلك ثلاثى رعب هجومى أكاد اْجزم انه من الشبه مستحيلى الان على اى دفاع ان يْبطل خطورتهم تماماّ !! ، نعم التواجد الهجومى مطلوب ولكن ايضاّ الحذر الدفاعى مطلوب ، فعلى الأقل على دى ماتيو ان يبدأ المباره بتشكيل متوازن و يكون كمثل المباريات السابقه بطريقة 4/2/3/1  .

لا خلاف على تشيك فى حراسة المرمى ، و و ايضاّ لا خلاف على تواجد ثلاثى فى خط الدفاع ، اشلى كول ظهير أليسر و إيفانوفيتش ظهير ايمن ، و جون تيرى قلب دفاع ، ولكن أول العقبات فى التى ستواجه دى ماتيو إختيار التشكيل من يبدأ أساسى ، جارى كاهيل ام ديفيد لويز ؟؟ أعتقد ان على دى ماتيو ان يختار جارى كاهيل ليشكل بجوار الكابيتانو ثنائى خط دفاع البلوز فى الليله الكبيره ، فديفيد لويز رغم الإعتراف بموهبته الكبيره إلا ان له أخطاء فادحه ، و مع هجوم مثل هجوم نابولى ، فإن - الغلطه بجول - كما حدث فى الهدف الثالث فى مبارة السان باولو .

اما وسط الملعب ، فهناك راميريز الذى بكل تأكيد سيكون أحد محورى الإرتكاز فى وسط الملعب ، ولكن السؤال الذى يشغل تفكير دى ماتيو الان ، من سيشارك بجانب راميريز ، هل يْكمل ثقته فى أوبى ميكيل الذى بدأ اخر مبارتين و حقيقةّ قدم اداء جيد ، ام يلجاّ للبرتغالى ميريليس ؟ ، ام يْفضل عنصر الخبره و يبدأ بالأسد الغانى مايكل إيسيان ؟ ولكننى مع كامل إحترامى لجون أوبى أرى ان هذه المباره ليست مباراته ابداّ !! فميكيل نعم صاحب رؤيه مْميزه فى الملعب و تمريرات طوليه رائعه ولكنه يفتقد إلى السرعه المطلوبه فى الإرتداد عند الهجمات المرتده ولن يستطيع ان يْجارى سرعة الرهيب لافيتزى ، كما ان له أخطاء قاتله دائماّ فى المباريات الكبيره بتمريراته الخلفيه الخاطئه مثلما حدث مع ليفربول هذا الموسم !! و كذلك ايضاّ البرتغالى ميريليس لا يبدو فى أفضل حالاته ! لذلك انا اعتقد ان الحل ربما سيكون فى مايكل إيسيان الذى ظهر بمستوى رائع فى المباريات الأخيره و بدا عليه إستعادة مستواه السابق ..... ام الثلاثى الأمامى فى خط الوسط فلا يوجد اى حيره لدى دى ماتيو فى إختيارهم فهناك لامبارد فى المنتصف و الذى سيكون له أدوار هجوميه كبيره ولما لا !! و السوبر فرانكى من أخطر لاعبى العالم داخل منطقة الجزاء و توقيت إختياره لدخول ال 18 دائماّ ما يكون صائباّ تماماّ وينتهى بهدف للبلوز ، بينما على الجانب الأيمن هناك الدولى الإنجليزى الشاب ستوريدج والذى عليه فقط ان يتخلص من أنانيته الشديده و سيكون مصدر الخطوره الأكبر لتشيلسى غداّ ، اما الجانب الأيسر فلا خلاف على النجم الأزرق الأبرز هذا العام الأسبانى جوان ماتا .

أما خط الهجوم ، السؤال المطروح دائماّ ، دروجبا أم توريس ؟ توريس أم دروجبا ؟ فالبرغم الإعتراف بالعقم التهديفى الذى يعانى منه النينو حالياّ إلا أن تحركاته خطيره و دائماّ ما يشكل إزعاج لدفاع المنافس ، ولكن بكل تأكيد فإن دروجبا هو من سيبدأ اللقاء ولما لا وهو مْحرز هدف الفوز و ال 3 نقاط أمام ستوك سيتى الأسبوع الماضى ، و النينو سيكون الخيار الهجومى الأول لدى ماتيو فى حالة تأزم الوضع .

ندخل للطرف الثانى فى المباره ، الفريق الساحلى الإيطالى و الذى يمتلك الفرصه الأكبر - نظرياّ - فى الصعود الى دور ال 8 الكبار ! و يالها من مفاجأه سعيد لكل عشاق الأتزورى بإعلان تخفيض عقوبة المدرب الداهيه ووالتر ماتزارى و سيتمكن من قيادة فريقه من داخل ستامقورد بريدج بعد ان غاب عن المباره الأولى بسبب هذا الإيقاف ، و أقولها بكل ثقه إذا تذكر ماتزارى نتيجة مبارة الذهاب فسيودع البطوله تماماّ !! على ماتزارى ان ينسى تماماّ نتيجة المباره الأولى ولا يتذكرها إلا فى اخر 15 دقيقه من المباره ، عليه ان يلعب لعبه التقليدى و يْهاجم تشيلسى فى البريدج إذا أراد الصعود ، فدفاع تشيلسى كارثى هذا العام و نابولى تأكد من ذلك فى مبارة الذهاب !! على ماتزارى ان يبدأ المباره بطريقته المعتاده 3/4/3 و لا يلجأ للدفاع و إلا ستْعاقبه كرة القدم !!

لا خلاف على وجود الحارس دى سانتيس , و من أمامه الثلاثى القوى باولو كانافارو , و أرونيكا و كامبانيارو ، و لكن على الرغم من إعتماد ماتزارى على 3 مدافعين فى الخلف ، إلا ان خط دفاع نابولى لا يعتبر مصدر قوه له بل على العكس , أخطائه القاتله  كما فى هدف ماتا الأول فى مبارة الذهاب ربما ستْشكل بعض القلق لمانزارى فى المباره .

أما رْباعى وسط الملعب ، فيكاد يكون امره محسوم تماماّ ، فيتواجد على اليمين الإيطالى ماجيو و على اليسار الكولومبى زونيجا ، و يعتبر الاثنان من اهم مصادر خطورة نابولى فسرعاتهم الفائقه و عرضياتهم المْتقنه ستْشكل خطوره كبيره على النادى اللندنى ، ولكن بالطبع مهمتهم وحدهم لن تكون سهله على الإطلاق فتواجد اشلى كول و إيفانوفيتش سيْحدد خطورة اللاعبيين كثيراّ ولكن على ماتزارى ان يعطى تعليماته لهامسيك بمساندة ماجيو فى اليمين ، و لافيتزى بمساندة زونيجا فى اليسار ! ، أما ثنائى الإرتكاز فلا خلاف على تواجد جارجانو و إينلر ، و يتواجد على الدكه ان لزم الأمر النجم الاخر الذى لا يقل ابداّ عنهم و هو السويسرى دزيمايلى والذى بكل تأكيد سيكون له دور فى المباره فى حالة رغبة ماتزارى فى زيادة خط الوسط .

حدث ولا حرج عن ثلاثى الرعب !! ثلاثى الدمار !! ثلاثى الهجوم ، كافانى و لافيتزى و هامسيك ، أكاد اْشفق على مْدافعى تشيلسى مما سيلاقونه ليلة الغد من خط هجوم فتاك ، و اعتقد انها ستكون مباره اخرى و ثنائيات اخرى و فرديات اخرى !  ، فسنرى القائد جون تيرى يعود بعد ان غاب فى مبارة الذهاب ليتولى رقابة السفاح كافانى ، فهل يثبت الكابيتانو جون تيرى بأنه مازال من أقوى المهاجمين فى العالم ؟ ام يْثبت كافانى انه قادر على التسجيل مهما كان المدافع الذى يراقبه ؟ هل يْثبت جارى كاهيل أحقيته بالمشاركه أساسياّ فى تشيلسى و إنجلترا و يوجه رساله للمدرب القادم للإنجليز بأن مكانه الأساسى فى اليورو محجوز ؟ ام يْثبت لافيتزى بأنه لا يهتم فى اى ملعب يلعب ، ولا بأى فريق يواجه ، إنه يْسجل ويصنع الأهداف فى اى مكان و فى اى زمان !! , و هل سيتطيع إيسيان او اوبى ميكيل منع تمريرات هامسيك السحريه و تسديداته القويه ؟ بالتأكيد ستكون مواجهه مختلفه بين هجوم نابولى و دفاع تشيلسى .

و فى النهايه ، بالتأكيد نحن أمام مباره مختلفه من كل الجوانب ، ليست مبارة دور 16 عاديه فى البطوله الأوروبيه ، فخروج تشيلسى غداّ يعنى انه لا يوجد اى فريق إنجليزى فى كبار أوروبا الثمانيه !! و أى صدمه هذه !! و أى مفاجأه هذه !! ، كما ان صعود نابولى غداّ سيؤكد انه ليس من الضرورى ان تمتلك خبره أوروبيه لكى تستطيع ان تصل لدور ال 8 ! ليس من الضرورى ان تشترى لاعبيين بمئات الملايين لكى تصعد لدور ال 8 !! سيؤكد تفوق الكالتشيو من جديد ، سيؤكد قاعدة ان الاسم وحده لا يشفع يا البلوز !! 

هل أعجبك هذا الموضوع؟